حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن الكريم

فتاوى اللقاء الشهري (العثيمين) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 49 عدد الزيارات: 42492 طباعة المقال أرسل لصديق

حكم قول { صدق الله العظيم } بعد قراءة القرآن الكريمس - ما حكم قول الإنسان { صدق الله العظيم } بعد قراءة القرآن ؟

 قول الإنسان { صدق الله العظيم } كلمة تعتبر ثناء على الله - عز وجل- وكلمة الثناء على الله من العبادات لأنه يؤجر عليها الإنسان ، ولهذا فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد بعبادة - أي عبادة كانت - إلا إذا شرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وقول " صدق الله العظيم " عند نهاية تلاوة القرآن ليست مشروعة ولم ترد عن النبي ، - صلى الله عليه وسلم -، فيما نعلم ولا عن أصحابه ، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام أمر ابن مسعود رضي الله عنه أن يقرأ عليه من سورة النساء حتى إذا بلغ { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً } قال صلى الله عليه وسلم حسبك .
فتوقف ابن مسعود .
ولم يرد عنه ، - صلى الله عليه وسلم - ، في هذه الآية ولا غيرها أنه قال { صدق الله العظيم } ولا أمر به وعلى هذا فلا ينبغي للمء أن يقولها .
ويظن بعض الناس أن قولها مأخوذ من قوله تعالى { قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً } وهذا ليس بصحيح بل إن هذا أمر من الله تبارك وتعالى للنبي عليه الصلاة والسلام أن يبلغ المكذبين لله ورسوله بأنه تعالى صادق فيما أوحى به من وحيه على رسله.
ونحن لا نقول لك أيها المسلم لا تقل { صدق الله العظيم } بل قلها بقلبك ولسانك لكن لا تقيدها بهذه الحال ، أي حال انتهاء القراءة لأن ذلك لم يرد .
ومن المعلوم أنه يجب أن يقول الإنسان بقلبه ولسانه { صدق الله العظيم } وأن يعتقد أنه لا أحد أصدق من الله حديثاً كما قال تعالى { ومن صدق من الله حديثاً } والمهم أنه ليس في هذه الآية دليل عى ما يقوله بعض الناس بقول اللسان صدق الله العظيم عند انتهاء القراءة.
الشيخ ابن عثيمين