انفرادات القراء

عدد الزيارات: 39565 طباعة المقال أرسل لصديق

 

انفراد القراء: هو ما يعزى من أوجه القراءات إلى قارئ واحد من الأئمة، أو أحد رواتهم، أو أحد طرقهم، ومن أمثلته: انفراد نافع بقراءة  (‌عَسِيۡتُمۡ) بكسر السين في قوله تَعَالَى: (قَالَ هَلۡ ‌عَسَيۡتُمۡ إِن كُتِبَ عَلَيۡكُمُ) البقرة :246. وكذلك في سورة محمد

وانفراد ابن كثير بقراءة ابن كثير بالغيب في قوله تعالى: (وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ ٧٤)  وقرأ الباقون بتاء الخطاب (عَمَّا تَعۡمَلُونَ ٧٤) وغيره كثير

وقد ألف العلماء قديما وحديثا عددا من المؤلفات في مفردات القراء منهم: أبو عمرو الداني، والأهوازي، وابن سوار صاحب المستنير، وابن غَزْوَان الفهري وغيرهم كثير. وقامت دراسات ومؤلفات حديثة تناقش هذا الموضوع لأهميته.

ولكن المؤلفات والدراسات التي ناقشت الانفرادات كانت تناقش الانفراد في القراءات من جهة تواتر القراءة من طريق ووصلها إلينا بطريق الآحاد من طريق آخر أو ماروي شاذاً: سواء أكان الشذوذ لضعف السند أو مخالفة الرسم العثماني أو مخالفة العربية أو خالف ما في الكتب المعتمدة وهذا ما أورده فضيلة الدكتور محمد أمين الشنقيطي في بحث (الانفرادات عند علماء القراءات جمع ودراسة) فقال: تحصّل عندي في (انفرادات القراء العشرة ورواتهم وطرقهم، أمور: أنّ علماء القراءات يعنون بانفرادات القراء العشرة ورواتهم، قسمين:

الأول الانفرادات المتواترة والتعريف السابق أشار للمراد بها، أي المنسوب للرواة المعروفين، لكنه غير معروف لنا اليوم في المتواتر، مثالهكلمة (مُرْدِفِينَ (الأنفال/9، جاء في الشاطبية، وغيرها من كتب القراءات المتواترة عن قنبل عن ابن كثير بفتح الدال، لكنّ الشاطبي في الشّاطبية بالنسبة لقنبل صرّح بعدم تواتر ذلك عنه 

الثاني: (الانفرادات الشاذة)،-وإن كنت لم أقف على تعريف لها – لكن في نظري أنها تعني: (كلّ ماروي عن أحد من القراء العشرة ورواتهم أيا كانوا سواء كان بسند ضعيف انفرد به واحد لم يتابعه غيره؛ مع قرائن -هذه القرائن تنبه العارف بهذا الشأن ... بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه.(التقييد والإيضاح/115) -تنضم إلى ذلك، أو كان بسند صحيح، قد يخالف الرسم أو العربية أوأحدهما، أو يخالف مافي الكتب المعتمدة - وهي التيسير للداني ونظمه المعروف الشاطبية، ونظم الدرة لابن الجزري ومضمنه تحبير التيسير لابن الجزري أيضاً،وهي (العشر الصغرى) ،وكتاب النشر في القراءات العشر ونظمه المعروف بالطيبة كلاهما لابن الجزري (العشر الكبرى)

أما محور (انفرادات القراء) على موقع نون فهو لا يناقش أيًّا من هذه المعاني السابقة، وإنما المقصود من هذا المحور انفراد القاريء أو الراوي عن غيره فيما ثبت بالتواتر وتلقته الأمة بالقبول.

 

والهدف من هذا المحور:

  1. إلقاء الضوء على هذا الانفراد
  2. عمليات الإحصاء التي توضح اختلاف قاريء أو راو عن جمهور القراء
  3. المحافظة على القراءات القرآنية التي كانت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
  4. مساعدة الطلاب في جمع القراءات وحفظ أحرفها
  5.  إحياء علم القراءات في نفوس أهل العلم

وأما المؤلفات التي تناولت هذا الموضوع فمنها الذي أهتم بما انفرد به أحد القراء العشرة أو وراتهم مخالفاً لسائرهم مثل: قراءة الكسائي (هَل تَّسۡتَطِيعُ رَبَّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيۡنَا ‌مَآئِدَةٗ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ....) [المائدة:112]،  ومثل رواية حفص (‌إِنَّ ‌فِي ‌ذَٰلِكَ ‌لَأٓيَٰتٖ ‌لِّلۡعَٰلِمِينَ) [الروم:22] بكسر اللام. ، ويطلق على هذا النوع مفردات ، فيقال هذه القراءة من مفردات الكسائي أو من مفردات حفص، ومن المؤلفات في هذا النوع: كتاب التهذيب لما انفرد به كل واحد من السبعة للإمام الداني

ومنها ما انفرد بمصنف خاص بقراءة بعينها دون الباقي كمفردة نافع ، ومفردة ابن كثير ، ومفردة أبي عمرو ... إلخ بحيث يشتمل كل كتاب على قراءة واحدة بمفردها.

وكذلك ما أورده ابن الجزري في النشر من انفردات بعض الطرق عن القراء العشرة أو رواتهم مما لا يُقرأ به عنهم غالباً: فيذكر رحمه الله اختلاف القراء في أصل أو فرش ويرجح هل مقروء به أم لا

محور انفرادات القراء

  • يندرج هذا المحور تحت محور القراءات العشر والتي ينفرد بها موقع نون عن كثير من المواقع المشابهة
  • هو أحد الإضافات الهامة لموقع نون حيث أنه يعطي المستعرض الانفرادات الخاصة بالقارئ أو الراوي والتي انفرد بها مع غيره من القراء أو انفرد لوحده عن جمهور القراء
  • وهذه الانفرادات تظهر سواء في الآية الواحدة أو السورة أو القرآن الكريم كاملا
  • كما أنه يُمكِّن المستعرضَ من سماع هذه الآية بعشرين رواية متواترة
  • يحتوي المحور على البحث في الآيات الموجودة في القرآن الكريم